عجبا ِمن هؤلاء!!
عجباً عندما تكون جالس على مقعدك منهمك بالبحث وكتابة تلك التقارير التي يفرضها عليك سيِّدك البروفيسور الذي لا يكِّل ولا يمِّل من فرضها عليك ولسان حالك يقول سمعاً وطاعة، وإذا برنين هاتفك تستدعيك الحديث خارج القاعة تجنباً عن إزعاج الآخرين وفور انتهائك من المحادثة تذهب مسرعا لتكملة عملك وإذا بك تتفاجأ بوجود شخص آخر يجلس على مقعدك ويواصل عمله بكل جدارة وثقة وتبقى أنت واقف بعلامات استفهام وتعجب من ذلك التصرف!!
عجبا من أولئك الذين لا يحلو لهم الحديث والقهقه إلا في الأماكن المخصصة للصلاة وكأن الذين أمامهم تماثيل لا تحتاج إلى الهدوء ولا يعيرون أي اهتمام حول واجب احترامها فهيِّئوا لنا بشراً بصورة إبليس شغله الشاغل إغواء المصلين وتشتيت أذهانهم عن التركيز فالصلاة!!
عجبا من تلك الألسن لا تملك إلا عبارات تشاؤمية حكمت بالإعدام على عقولٍ خالية من التفكير المنطقي والإيجابي وقتلت أرواح الأمل والإبداع وتدفن طموحاتها فالوحل وخمدت في نفوسها شعلة الأمل !!
عجبا ممن اتخذوا الجدران لوحات لرسوماتهم التعسفية ومذكرات لمدوناتهم اليومية وتلويثها بكلماتٍ رديئة يشمئز منها المارَّة وتوحي لنا عن وجود ثقافات ضحلة وسلوكيات تفتقر لحسن التصرُّف !!
عجبا من ذلك التطور الذي سلَبَ من أصحابه هويتهم العريقة وتراثهم الأصيل ليصبحوا متقمصين بثقافات غربية وتعصف بهم رياح الموضات في قاع المشردين لتتركهم بعقول خالية من الفكر والمعرفة وسط ضوضاء العولمة الغربية!!
عجبا ممن تلك الشريحة العلمية التي مزّقت أثوابها بسوء ألفاظها ورداءة أسلوبها فلا تكاد تلك الشهادة إلا أن تكون بصمة عار لأشخاص استطاعوا الوصول بدرجات من التفوق العلمي وبالمقابل الفشل نحو الرقي الأخلاقي!!
ولا تزال قافلتنا تستوقفها مطَّبات الأعاجيب تلتقطها أعيننا ويفصح القلم عنها.